التعلم بعد الكورونا

 

boy watching video using laptop

إنتهى الدرس اونلاين اليوم. انتهى إجتماع العمل عن بعد.

يعتقد كُثر ان الامر سهلا فيتساءل لم لا نتابع الامر بذات الطريقة بعد انتهاء ازمة الكورونا العالمية؟ يجد البعض في العمل عن بعد توفيرا في الايجارات وفي المواصلات وفي الوقت المطلوب للوصول الى مكان العمل. والكل يعمل بلباس مريح وفي الوقت الذي يناسبه.

العمل من المنزل سيكون الشيء الطبيعي بعد كورونا. صح؟

تفكير منطقي واحدى النظريات التي تتنبأ بالتغيير الذي سيحدث في المستقبل القريب بعد كورونا.

سنة 1979 أطلقت شركة

    IBM

فكرة العمل من المنزل للتخفيف من الضغط على بنيتها التحتية وفي سنة 2009  كان 40 % من موظفيها يعمل من المنزل.

 سنة 2017 ألغت

  IBM

البرنامج  بعد ان وجدت أن الجلوس في المكتب والكلام الجانبي مع الزملاء وشرب القهوة معهم في الاستراحة يحفّز الموظفين وينتج عنه افكار ابداعية.

الحالة النفسية في المعادلة

يمكن للعمل من المنزل في عزلة ان تدمر الانسان نفسيا وهذا إحساس يختبره الكثيرون في فترة الحجر المنزلي هذه الأيام.  هذا بالنسبة للشخص الناضج فكيف بالمتعلمين الصغار في وضعية التعلم عن بعد؟

يرى عدد من المراقبين ان التعلم عن بعد لن يتوقف بعد كورونا. فما هي الاسس التي اعتمد عليها هذا البعض؟

التعليم الإلكتروني كان مفاجئا وقد قام في محاولة لاستكمال الدراسة ومواصلة التعلم وذلك لأن المتعلمين لا يستطيعون الذهاب للمدارس والجامعات بشكل يومي ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الوباء. في ظل الظروف الراهنة يساعد التعلم عن بعد على استمرار الطالب في العملية التعليمية ويكمل المناهج الدراسية في حالة طوارئ إستثنائية. إعتمدت الأنظمة التعليمية هذا الأسلوب من دون تحضير ولا خطة مسبقة وفي ظروف اقتصادية مزرية .

للتعلّم عن بُعد دور كبير في توصيل المادة العلمية إلى عدد كبير من المتعلمين بغض النظر عن النطاق الجغرافي، ويُعد من البدائل المهمة في إدارة الأزمات. ويُعتبر التعليم عن بعد من أهم وسائل التعليم في القرن الـ ٢١ خصوصا مع التطور المعرفي والتقني في هذا العصر، كما يسهّل التعلم عن بعد عملية التواصل بين المعلم والمتعلم.

فإذا كنا نجحنا في إيصال المعلومة ماهو الثمن النفسي الذي يدفعه المتعلمون من التعلم الالكتروني؟ أين هي التربية في عملية والتعلم؟

إن المدرسة ببعدها المكاني والإجتماعي تأخذ حيزا تربويا كبيرا في حياة الأبناء، فهي المكان الذي يتعامل فيه الطفل مع زملاء من عمره يحملون الاهتمامات والثقافة والسلوكيات المشابهة لإهتماماته وثقافته وسلوكياته وهو عامل مؤثر جدا في شخصية الطفل. إضافة إلى تفاعل الطفل مع المعلم في المدرسة كمصدر ثقة وتوجيه. في المدرسة يتعلم الطفل كيف يكوّن الصداقات، وكيف يتعامل مع من يتنمرون عليه، وفيها يتعلم كيف يكون محترما للقانون، وفيها يتعلم كيف ينمي قدراته ويعزز شخصيته.

تحافظ المدرسة على البعد الإنساني والإجتماعي والإنفعالي إلى جانب التعليم الأكاديمي. يغيب هذا البعد في التعليم الإلكتروني عن بعد. يتيح التعليم التفاعلي في المدرسة للمتعلمين التفكير بحرية، ويتيح للمعلم مراقبة هذا التفكير.  كما يتيح للمتعلمين لعب أدوار قيادية، ويتيح للمعلم مراقبة هذه الأدواروتقييمها وتقويمها وتوجيه التفكير والتصرفات.

فقدان العامل الإنسانيّ في العمليّة التعليميّة وغياب الحوار والنقاش الفعّال يعكس نفسه على مهارات المتعلم الإنفعالية والإجتماعية

 ( Social Emotional Learning SEL   )

 فلا يقدر المتعلم على التعبير بفعالية عن أفكاره شفهيا او كتابة، ولا يجد هذا المتعلم في نفسه الثقة للقيام بأي عمل يتطلب منه قليل من الجراة والمبادرة.

تحتاج التربية والتعليم لتوازن كبير بين الوقت الذي نقضيه على الأجهزة الألكترونية والوقت الذي نعمل فيه على بناء المهارات النفسية الإجتماعية عند المتعلمين حتى لا نصل الى يوم ترتفع فيه نسب الأشخاص الذاتويين (المتوحدين) او الذين يعانون من مشكلة فرط الحركة او من يعاني من الإكتئاب أو من مشاكل في العلاقات الإنسانية في العائلة او بين الأصدقاء لأن ثروة الأنسان هي في بناء شخصيته وفي نجاحه في علاقاته الإجتماعية ومهاراته في التعامل الإنساني.

 

1 thought on “التعلم بعد الكورونا

Leave a comment